المتحف الوطني بصنعاء يتعرض لأضرار جسيمة جراء قصف استهدف منطقة التحرير
تعرض المتحف الوطني بصنعاء (دار السعادة التاريخي)، يوم الأربعاء الماضي الموافق10 سبتمبر 2025، لأضرار جسيمة جراء القصف الجوي الذي استهدف مبنى إدارة التوجيه المعنوي وصحيفة 26 سبتمبر وعدداً من المباني المحيطة في منطقة التحرير بالعاصمة.
وقال عبدالله إسحاق نائب مدير المتحف الوطني ومسؤول الأرشيف، إن القصف الأخير”الذي استهدف العاصمة صنعاء ومحافظة الجوف بما يقارب 30 قنبلة موجهة، ومنها استهداف مباشر لمبنى التوجيه المعنوي وصحيفة 26 سبتمبر في منطقة التحرير”، ألحق دمارًا واسعًا بالبناء التاريخي للمتحف الوطني داخليًا وخارجيًا.
وأشار إلى أن الأضرار المادية شملت تدميرًا للنوافذ والأبواب وظهور شروخٍ وشقوق في جدران المبنى، لافتًا إلى أن القصف أدى إلى سقوط ما يقارب 1500 قطعة أثرية معروضة داخل قاعات وصالات المتحف، وتحطم فترينات العرض وتلف مجموعة من القطع الثمينة. ووصف إسحاق الاعتداء بأنه «عدوان صهيوني سافر يسعى لطمس تاريخ اليمن.
وأضاف إسحاق أن المتحف «واجهة تاريخية للهوية والحضارة اليمنية»، موضحًا أن مبناه التاريخي يعكس طراز الفن المعماري التقليدي اليمني، ويضم قطعًا أثرية تغطي فترات تمتد من ما قبل التاريخ إلى حضارات سبأ وحضرموت ومعين وقتبان وحمير، وتشمل قطعًا يعود بعضها إلى نحو 10 آلاف سنة قبل الميلاد.
من جانبها، ناشدت الدكتورة عميدة شعلان أستاذة الآثار واللغات العربية القديمة بجامعة صنعاء عبر صفحتها على فيسبوك وزارة الثقافة والهيئة العامة للآثار والمتاحف وكل المهتمين والباحثين في تاريخ وآثار اليمن، مطالبة المجتمع الدولي وعلى رأسه اليونسكو بالتحرك الفوري لتوثيق ما حدث واتخاذ إجراءات عاجلة لحماية مقتنيات المتحف وصونها من خطر الضياع أو التدمير، مؤكدة أن “صون التراث ليس قضية محلية فحسب، بل مسؤولية إنسانية مشتركة”.
وأصدرت الهيئة العامة للآثار والمتاحف بيان استغاثة عبر حسابها في فيسبوك أكدت فيه أن المتحف الوطني يمثل رمزًا من رموز الهوية الوطنية اليمنية وصرحًا ثقافيًا وتاريخيًا، وطالبت بـ«إدانة هذا الاعتداء» وتسجيله كجريمة ضمن الانتهاكات الموجهة ضد التراث الإنساني، داعية المنظمات الدولية إلى الاستجابة العاجلة لحماية ما تبقى من المبنى والمقتنيات المتضررة.